قتل شخص في مواجهات بين انصار مرشحين الى انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى ، والتي تواصلت الاثنين وسط اقبال ضعيف واتهامات من جماعة الاخوان المسلمين للحكومة بقمع مرشحيها واعتقال مندوبيهم في مراكز الاقتراع.
وقالت مصادر الشرطة ان رجلاً قتل وأُصيب أربعة آخرون في الساعات الاولى من الادلاء بالأصوات في اشتباكات بالرصاص بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومؤيدي مرشح مستقل في محافظة الشرقية بدلتا النيل.
وقال مرشح جماعة الاخوان في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل أشرف السعيد ان أفراداً من الشرطة وأفراداً آخرين ضربوه حين جذب بطاقات اقتراع من مسؤولين انتخابيين كانوا يضعون عليها علامات تجعلها لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي.
وقال السعيد "حوالي 20 من الشرطة والامن والموظفين سحقوني. هناك اصابات في يدي وآثار عض. وضربت في الوجه وملابسي تمزقت".
وقال متحدث باسم جماعة الاخوان التي تمثل التحدي الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي ان الشرطة في كفر الشيخ وفي محافظة الغربية المجاورة ألقت القبض على ثمانية على الاقل من مندوبي الجماعة المعتمدين للمراقبة في لجان الاقتراع.
وفي مركز اقتراع بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية قال ناجي صقر وهو مرشح اخواني ان رجال الامن ألقوا بخمسة من مندوبي الجماعة خارج مركز الاقتراع.
وقال صقر ان مندوباً عن المرشح المستقل سعيد أبو زيد قال ان ناخبين دخلوا لجان الاقتراع بعد بدء التصويت بوقت وجيز ليجدوا أن صناديق الاقتراع معبأة ببطاقات اقتراع مؤيدة للحزب الوطني في مدرسة الزقازيق الثانوية للبنات.
وفي مدينة طنطا وهي مدينة كبيرة بدلتا النيل قال المندوب الانتخابي عن جماعة الاخوان المسلمين شهدي ابراهيم على ان افراداً من الشرطة وأعضاء في الحزب الوطني الديمقراطي ضربوه وطردوه من لجنة الاقتراع التي كان مكلفا بمراقبة الاقتراع فيها. وقال "التزوير بدأ. ليس هناك أمل في هذا البلد".
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية انه ليس لديه معلومات عن أي وقائع.
وقال مراقبون مستقلون ان مخالفات مماثلة ارتكبت من قبل الشرطة والحزب الوطني الديمقراطي في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وساعدت في هزيمة بعض مرشحي الاخوان لكن الجماعة فازت مع ذلك بحوالي 20 في المئة من المقاعد وأثبتت أنها أقوى قوة معارضة في مصر.
وألغت التعديلات الدستورية الاشراف القضائي الكامل على عمليات الاقتراع وحظرت استخدام الشعارات الدينية في الدعاية لكن محكمة مصرية رفضت الاحد شطب ثمانية من مرشحي جماعة الاخوان المسلمين قائلة انه لم يثبت على وجه اليقين أنهم كانوا وراء الدعاية التي استخدمت فيها شعارات دينية.
وقالت مصادر الشرطة ان أحمد عبد السلام غانم وهو من مؤيدي المرشح المستقل محمد ضياء محمود بدائرة بمحافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة لاقى حتفه في اشتباك مع مؤيدي مرشح ينتمي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وليس لجماعة الاخوان المسلمين وهي أقوى جماعات المعارضة المصرية مرشحون في الدائرة ولا صلة لها بالاشتباكات.
وأدلى ثمانية أفراد على الاقل بأصواتهم في مدرسة عابدين الثانوية بوسط القاهرة في بداية الاقتراع.
وفي عدد من المناطق بدا الاقتراع في اللجان متأخرا عن الموعد الرسمي وهو الساعة الثامنة صباحا.
وقال أشرف غراب من منظمة سواسية لحقوق الانسان انه شاهد "بلطجية" يمنعون مندوبي المرشحين المعارضين من دخول اللجان الانتخابية في قرية الوسطاني التابعة لمركز كفر سعد في محافظة دمياط الساحلية.
وأضاف "رأيت أحد البلطجية يعتدي على أكثر من مندوب بجنزير وضرب مندوبا بقبضة يده وأصابه فوق حاجب العين اليمنى".
وتدور المنافسة في الانتخابات على 77 مقعدا بعد شغل 11 مقعدا بالتزكية من بين المقاعد التي يجرى شغلها بالانتخاب ومجموعها 176 مقعدا. ويتألف المجلس من 264 مقعدا يعين رئيس الدولة ثلث شاغليها.
وقال عزت غريب المرشح الاخواني في دائرة منيا القمح بمحافظة الشرقية لرويترز في اتصال هاتفي ان عضوا في مجلس الشعب مؤيدا لزميله المرشح لمجلس الشورى عن الحزب الوطني الديمقراطي أطلق النار في الهواء في احدى القرى لمنع الناخبين من الوصول الى اللجان.
وأضاف "في باقي اللجان هناك اعتراض على مندوبي المرشحين باستثناء مندوبي الحزب الوطني".
ووفقا للتعديلات الدستورية التي وافق عليها الناخبون في استفتاء أجري في مارس/اذار فان مجلس الشورى سيتمتع بسلطات تشريعية أكبر.
وبشكل كبير ينظر الى حظر استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات على أنه محاولة لابعاد الاسلاميين عن السياسة.
لكن المحكمة الادارية العليا رفضت عشية الانتخابات طلبا من اللجنة العليا للانتخابات بشطب ثمانية من مرشحي جماعة الاخوان المسلمين ومجموعهم 19 مرشحا.
وكان مسؤولون وأعضاء في الحزب الوطني الديمقراطي تقدموا بطلبات للجنة العليا للانتخابات لشطب معظم مرشحي جماعة الاخوان وهي المنافس الرئيسي للحزب على أساس أنهم خرقوا القانون مستخدمين شعارات دينية في حملتهم الانتخابية.
وطلبت اللجنة العليا للانتخابات من المحكمة الادارية العليا شطب ثمانية مرشحين فقط من بين مرشحي الاخوان.
وقالت المحكمة في أسباب حكمها "ثبت أن الاوراق والمستندات لم تقطع بأن الشعارات المستخدمة قد قام بها المرشح أو أحد تابعيه أو مؤيديه دون معارضة منه الامر الذي ينتفي معه مناط توقيع الجزاء وهو ثبوت الواقعة في حق المرشح على وجه الجزم واليقين".
واستخدم مرشحون آخرون من غير الاخوان آيات قرآنية في لافتاتهم الانتخابية.
واختار الحزب الوطني الديمقراطي لمرشحيه رمز الهلال الذي له مدلول ديني.
وخلال الاستعداد للانتخابات شددت الشرطة حملة قمع ضد جماعة الاخوان المسلمين التي تقول ان أكثر من 760 من أعضائها محتجزون الان ومن بينهم 600 احتجزوا منذ بداية الحملة الشهر الماضي.
وتعمل جماعة الاخوان في العلن برغم حظرها منذ عام 1954. ورغم أنه لا يحق لها اصدار صحيفة أو تشكيل حزب سياسي أو عقد اجتماعات عامة الا أن أعضاءها يخوضون الانتخابات كمستقلين.
وشغل أعضاء في الجماعة 88 مقعدا من بين 454 مقعدا في مجلس الشعب عام 2005
لتؤكد وضعها كأقوى حركة معارضة في البلاد.
الأحد يونيو 17, 2007 12:39 am
